لناشلِ الفرحِ وتاركِ القرحِ

⊹ ⑅⃝🕊 ⁺𝑊𝑒𝑙𝑐𝑜𝑚𝑒 𝑡𝑜 𝑚𝑦 𝑏𝑙𝑜𝑔◍ཻꢀ᮪⸱ᨗᨗᨗ

▒⃝ 🧷𝐼𝑓 𝑦𝑜𝑢 𝑤𝑎𝑛𝑡 𝑡𝑜 𝑟𝑒𝑐𝑜𝑔𝑛𝑖𝑧𝑒 𝑢𝑠 𝑐𝑙𝑖𝑐𝑘 𝒉𝑒𝑟𝑒 ꜥꜤ

                        ₊ ꦿ 𝐻𝑎𝑣𝑒 𝑎 𝑛𝑖𝑐𝑒 𝑑𝑎𝑦ˑ :page_with_curl: ⁺៹

͝ ⏝ ͝ 𖠄°

#Ghaida

السلام على من كان لي أقرب من نياط قلبي، وأعز من مرآة روحي، وأحب من نبضاتي التي تنبض في صمتها، على اليد التي كنت أراها أمانًا في عاصفة حياتي، على السند الذي كنت أظنه أبدًا، سلامٌ على من انسحب عني في لحظةٍ كنت فيها على يقينٍ أنني أعيش في حضنٍ دافئ، وإذا به يتحول إلى رمادٍ في لحظةٍ غدرٍ لم أستطع أن أراها قادمة.

أما بعد،

لقد غمرتني بذكرك، ذكرك الذي أضاء لي زوايا الظلام، كتبتُ عنك على جدران القلب، وكل كلمةٍ سطرتها كانت كغصنٍ ينمو في صحراء روحي، كنتِ نغمةً ترددها أوقاتي، سرابًا يستحيل أن يُمسك، ولكنَّكِ كنتِ كل شيء، كنتُ أظن أننا معًا، كوكبًا لا يُغادره النور، لكن سرعان ما تبخرت الأحلام، وكأنها كانت مجرد خيالاتٍ في حلمٍ غير مكتمل.لم أطلب منك أكثر من بعض الهمسات التي تُغني الصمت، وبعض الأعين التي تراقبني في خفاء، كتفٍ يحويني في لحظة الضعف، ولكنك انسحبت عني بلا مقدمات، بلا أيَّة تبريرات، كما تنسحب الأمواج عن الشاطئ في لحظة هدوءٍ غادر، لم تترك لي سوى ظلالٍ تُخدعني برؤيتها. كيف لك أن تتعامل مع من ضحى بكل شيء لأجلك كعدوٍ يتربص بك؟ كيف أصبحت في عينيك غريبًا، نكرةً لا أثر لها؟ كيف لقلبي أن يستوعب ذلك الخذلان، وأنت الذي كنت في عينيَّ الأمان؟ كيف أراك اليوم، بعد أن أصبحتَ سحابةً سوداء تعبر سماء حياتي، وتخلف وراءها عاصفةً من الوجع؟

لقد كنتُ أظن أن هذه الدوامة لن تُجرفني كما جرفتِ الآخرين، ولكنني اليوم أفهم، لقد كنتُ مجرد آخر السطور التي كُتبت على جدار ذكرياتك، وحين سقطت، سقطت دون أن تلتفت لي. هل كان ذلك جزائي من الذي كنت أرى فيه روحي وجزءًا من دمي؟ كيف لك أن تتركني في الظلام، في فراغٍ يُملؤه الصمت، الذي ينهش في أعماقي كالوحش، وكلما نظرت إليك، أرى غيابًا أشد وقعًا من الجروح؟لقد أخبرتك مرارًا، ولكنك لم تسمع، أنني لدغتُ مرتين، وأن الثالثة ستكون فاجعة النهاية، ولكنك كنتَ أنت من رحل، وقلبك محاطٌ بالجليد، وأنت لم تعِ ما فعلته بي، وكيف أخذت مني ما لا يعوَّض. كيف تتركني، وفي عينيَّ ما زالت صورك، وأنت في غفلةٍ عن الهمسات التي كانت تناديك، عن الأمان الذي كانت يدي تقدمه لك، وها أنا اليوم أرى أنك رحلتَ عني من دون أن تترك لي حتى بقايا الحديث.

أما الآن، فقد أغلقتُ هذا الباب الذي لم يكن إلا مسرحًا لحكاياتٍ انتهت، ورحتُ أرمي المفاتيح في البحر. سأغلقه على نفسه، ولن أسمح لهذا الوهم أن يسطو على حياتي مجددًا. كيف لي أن أستوعب أنني كنت الجرح الذي كنت تشتكي منه، وأنك كنتَ الجرح الذي دام في قلبي طويلاً؟ هل كانت محبتي لك مجرد عبءٍ عليك؟ هل كان قلبي في نظركِ ساحةً للخيبة، وأنت الذي كنت أرى فيك كُلَّ شيءٍ وعينًا على العالم؟ فهل هذا هو جزائي الذي وعدتني به؟