زهرة تحت جمرة الفراق

───     ៶ 𝐖𝖾𝗅𝖼𝗈ꭑɘ   └   𝖧ɘ𝗋𝖾   （ :seedling: ┐   ◌

⋆     ៶ Causɘ   ᰵ𝖸𝖮𝖴 are a ˓   𝖲ky 𝅄   ┘┌──┘　　 ──   𝖥ᰵull of˓   𝖲𝖳𝖠𝖱𝖲    ៶    （ 구리   ──

#AOK

#Wr_Suzaku

#suzaku_ko2

#aok_school

الجمعة | 2 حزيران/يونيو 2023 | 6:30 مساءً

الميتم | الغرفة رقم 4 | اليوم الأول

مذكرتي الجديدة… هل تسمحين لي أن أبدأ؟

حين دخلت ذلك الباب الكبير، كان قلبي صغيرًا جدًا على كل هذا الوجع.

امرأة غريبة أمسكت بي من كتفي كأنني صندوق نُقل بالخطأ،

وقالت لي بصوت لا يشبه حضن أمي: “هنا ستعيشين.”

نظرت حولي، فلم أجد شيئًا أعرفه. لا وجه أمي، ولا صوت أبي،

ولا حتى لعبة “كوكي” التي كنت أنام وهي بجانبي.

سألوني عن اسمي، فارتجفتُ، كأن نطقه صار صعبًا بعد كل ما حدث.

لم أجب، لأن اسمي كان دومًا يناديه أبي بصوته، والآن لم يعد هناك من يناديني به.

الغرفة هنا باردة، باردة جدًا، وكأنها لا تعرف دفء القلوب.

السرير قاسٍ، لا يشبه حضن أمي الذي كنت أغفو فيه دون خوف.

في الزاوية دمية تبتسم، لكن ابتسامتها مخيفة، كأنها تراقب حزني ولا تفهمه.

كل شيء جديد، إلا وجعي، فهو قديم مثل الظلال التي تبكي تحت الضوء.

أعدكِ، أيتها المفكرة الصغيرة، أن أكتب لك كل يوم،

علّ الكتابة تصبح حضنًا مؤقتًا، حتى أتعلم أن أعيش دون أن أنكسر…

أو على الأقل، أن أنكسر بصمتٍ لا يسمعه أحد.

‏الثلاثاء | 10 تموز/يوليو 2023 | 2:00 فجراً

‏الميتم | ساحة اللعب | اليوم الأربعون

‏يا من لا تُعاتبني حين أنسى حروفي…

تعرفين؟ هنا، الضحك له طعم غريب، يشبه ورقًا مبلولًا بالدموع.

الأطفال يضحكون كثيرًا، لكنني أشعر أنهم لا يضحكون حقًا،

كأنهم يحاولون خداع الحزن، أو إخافته، لكنه لا يرحل.

كل واحد يحمل وجهاً لا يشبه قلبه. بعضهم غاضب، لكنه طيب.

بعضهم يضحك، لكنه مكسور. وأنا؟ لا أعرف ماذا أنا.

أشتاق إلى صوت أمي حين كانت تهمس لي في الليل: “نامي يا عصفورتي.”

الآن، الصوت الوحيد هو صفير الريح في النوافذ،

وخطوات المربية الثقيلة وهي تصرخ: “أطفئوا الأنوار!”

أحلم بأمي كثيرًا، لكنها لم تعد تسمعني.

في آخر حلم، جاءت تركض نحوي، فركضت نحوها،

لكن الأطفال كانوا كثيرين، كثيرين جدًا، حتى ضاعت عني.

صرخت: “أنا هنا! أنا هنا في الزاوية!” لكنها لم تلتفت.

استيقظت وأنا أعضّ وسادتي، كأنني أقاوم البكاء بأسناني.

هل تسمعينني أنتِ؟

احفظي صوري القديمة، صوري وأنا أضحك بصدق،

لئلا أنسى من كنت قبل أن أصبح… واحدة من كثيرين، بلا اسم.

‏الأحد | 4 كانون الأول/ديسمبر 2023 | 7:15 صباحاً

‏الميتم | المطبخ القديم | السنة الثانية

‏يا رفيقتي الوحيدة التي لا تُغلق غلافها حين أنام…

اليوم وقفت أمام مرآة مكسورة في المطبخ القديم،

قالت لي المربية: “كبِرتِ.”

نظرت في وجهي، ولم أرَ الطفلة التي كنتُها…

عيني صارتا واسعتين من كثرة التحديق في النوافذ الفارغة.

شعري فقدَ تموّجات أمي، وصوتي أصبح نادرًا، لا يُستعمل كثيرًا.

في الميتم، كل شيء مؤقت.

الطعام، الملابس، الحكايات، حتى العناق.

لا أحد يحتفظ بشيء طويلاً، كأننا نُعِد أنفسنا للرحيل دائمًا.

مرّت اليوم عائلة، نظرت إليّ، ثم إلى طفلةٍ بجانبي،

ثم قالت السيدة للرجل: “هذه تشبهني”، وأخذوها.

وقفت خلف الستار أراقبهم يبتعدون،

والمربية تقول لي: “ليلى، ابتسمي. ربما المرة القادمة تكون لكِ.”

فابتسمت…

لكن شفتاي لم تصدقا، كأن الابتسامة كانت طيفًا من زمنٍ آخر.

عدت إلى سريري، وكتبت لك،

لأني أخاف أن يمر العيد القادم أيضًا دون أن أحصل على حضن،

أو حتى علبة شوكولا لا تُقسم مع أحد.

هل سيأتي أحدٌ في يومٍ ما ويقول لي:

“ليلى، تعالي معنا… بيتكِ بانتظارك؟”

أم سأبقى هنا، أعد الأيام كمن يحصي الظلال؟

‏السبت | 19 نيسان/أبريل 2025 | 4:30 مساءً

‏البيت الجديد | غرفة زهرية اللون | اليوم الأول بعد التبني

‏مذكرتي العزيزة… اليوم رأيت ضوءاً لم يكن من الشمس…

اليوم قالت لي امرأة بعينين فيهما حزن قديم وحنان جديد:

“من اليوم، أنتِ ابنتي.”

لم أصدق.

ظننتها واحدة من الزائرات اللواتي يأتين ثم يذهبن بلا أثر.

لكنها بقيت، ولمست شعري بلطف يشبه دفء أمي.

غسلوا وجهي، وألبسوني ثوبًا ناعمًا لم أعرفه من قبل.

رائحته تشبه صباح العيد الذي كنت أفتقده.

ثم وضعوا حقيبتي الصغيرة في صندوق سيارتها،

وقادونا إلى مكان اسمه: “المنزل.”

لم أصدق.

المكان كان دافئًا من دون مدفأة،

وفي غرفتي، ستائر وردية، وأرجوحة معلّقة بالسقف.

أعطوني دمية جديدة، عينها زرقاء ووجهها ناعم،

لكنني وضعتها بجوار “نورا” القديمة، التي ما زالت معي رغم كل شيء.

قلت لها: “أخيرًا، لن تكوني وحيدة.”

ثم همست في أذن الدمية الجديدة: “أنا أيضًا… لم أعد وحدي.”

الليلة، نامت المرأة في الغرفة المجاورة،

لكنني لم أخف.

ربما… هذه أول ليلة أشعر فيها بأن الليل ليس عدوًا.

‏الخميس | 1 أيار/مايو 2031 | 10:00 مساءً

‏البيت ذاته | عمري الآن 15 عاماً

‏مذكرتي الأخيرة… يا صوتي حين كنت بلا صوت…

كبرت، كما قالوا لي مرارًا،

لكن داخلي ما زال يسكنه طفلة،

تجلس في الزاوية، تمسك دفترًا صغيرًا،

وتكتب على الجدران:

“ليلى كانت هنا… وكانت تنتظر.”

اليوم، كتبت الجملة ذاتها على جدار غرفتي الجديد،

ليس بحزن، بل بشيء يشبه الفخر.

أنا التي انتظرت كثيرًا، صبرت كثيرًا،

ضحكت قليلًا، وبكيت أكثر مما ينبغي لطفلة في الخامسة.

كل هذا صار ذكرى… لكن ليست كلها حزينة.

أعدكِ، يا مفكرتي،

إن رزقني الله يومًا بطفلة،

سأجلس معها ذات مساء، وأريها هذا الدفتر،

وأحكي لها عن الأيام التي كنت فيها وحدي،

عن الدموع التي كتبت بها أول حروفي،

وعن امرأة طيبة جاءت أخيرًا،

وقالت لي:

“انتهى انتظارك يا ليلى… نحن هنا، ولن نرحل.”

───     ៶ 𝐒ə𝖾 𝗒𝗈𝗎   └   𝖠𝗀𝖺𝗂𝗇   （ :seedling: ┐   ◌

⋆    ៶ Causɘ   ᰵ𝖸𝖮𝖴 are a ˓   𝖲ky 𝅄   ┘┌──┘

── 𝖥ᰵull of˓   𝖲𝖳𝖠𝖱𝖲    ៶    （ 구리   ──