<img src="https://sb.scorecardresearch.com/p?c1=2&amp;c2=22489583&amp;cv=3.6.0&amp;cj=1">

هجوم العمالقة : خطة إروين | تأليفي

Author's Avatar
كورابيكا 11 days ago
9
0
هجوم العمالقة : خطة إروين | تأليفي-[IMG=EKF]

[C]المشهد السادس: في عمق العقل المتصدع

لا شيء سوى الظلام، لا شيء سوى الفراغ.

المشهد السادس: في عمق العقل المتصدع

لا شيء سوى الظلام، لا شيء سوى الفراغ.

لكن إيرين يشعر بشيء ما، شيئًا يثقل عليه، يزعجه.

وهو هنا، يراهن على المستقبل البعيد – حيث كل شيء ينتهي حين يبدأ.

وفي هذا الفراغ، لا مكان للوقت ولا للمكان.

ويفكر فجأة:

"ألم أكن قد رأيت هذا من قبل؟"

لكن من؟ وأين؟ وأين كانوا هؤلاء الذين اعتقدت أنني قد دمرت حلمهم؟ أو ربما لم أدمّرهم، بل أصبحت أنا الحلم المدمّر؟

الظلال في عقله تبدأ بالرقص، وكأنها تطفو من أعماق ذاكرةٍ بليدة، لكنها ليست صريحة، ليست مفهومة.

كل شيء محاط بمرايا، المرايا التي تُظهر ماذا كان يمكن أن يكون، وماذا أصبح هو بالفعل.

تظهر عيونهم، عيون أصدقائه، لكنهم ليسوا هم.

أرمين. ليفاي. هانجي.

لا، هؤلاء ليسوا أصدقائه.

إنهم جميعهم مجرد أشباح تم سحقها تحت عجلة القرار، أشباح تحاول أن تهمس له دون أن تجد صوتها.

يظهر أرمين بأعينه المغلقة، صوت دموعه ينزل في عقله كأنها وديان عميقة تتدفق بشدة، لكنه لا يسمع.

إيرين يبتسم، لماذا؟

هل كان يعرف أنه سينتهي هنا؟ هل كان يعرف أن المرة الوحيدة التي سيتعاطف فيها مع نفسه هي اللحظة التي لا عودة بعدها؟

الآن، نحن نرى داخل إيرين.

في عمق داخله، هناك شيء ينهار.

شيء لا يمكن أن يراه أحد، ولا حتى هو.

شيء يهدم ما آمن به.

لكن يده تتسلل نحو قلادة قديمة كان قد نسيها منذ زمن.

قلادة كتب عليها "الحرية"، بلون باهت.

ليس إيرين من قرأ ذلك.

الذين قبله قرأوا هذا.

وفي تلك اللحظة، تتساقط الرسائل التي ألقاها إيروين من السماء، واحدة تلو الأخرى.

تتساقط فوق عقله.

فوق قلبه.

كل رسالة تحترق في الهواء، ومعها يبدأ الضوء يختفي عن عينيه.

"حتى لو تكررت، نحن خسرنا... أليس كذلك؟"

هل يشعر بالندم؟

لا.

هو يعرف أن لا شيء يمكن أن يُقال بعد الآن.

لكن هناك شيء غريب يحدث.

هناك سؤال لا يستطيع تجاوزه:

"ماذا لو كان من الممكن أن يكون هناك طريق آخر؟"

لكنه لا يستطيع أن ينقلب.

ولا يستطيع أن يعود.

الموت لا يقف أمامه، بل يقف أمام مستقبله المتجمد.

الذي كان لا يراه إلا في الأفق الضبابي.

يظهر الظل الآن بوضوح، كأن الضوء يعكسه على عقله بأعلى دقة:

إيرين.

أو كان هذا هو ما أصبح عليه بالفعل؟

شخصٌ لا يستطيع الفرار من نفسه، حتى لو حاول.

بينما العالم من حوله ينهار في صمت.

ثم يتلاشى الصوت.

يختفي الضوء.

ثم، لا شيء.

إيرين… قد أصبح ما كان يخشاه.

°°

المشهد السابع: إروين سميث — "الصوت الذي لا يُمحى"

في لحظة ما بعد الفراغ، بعد الزلزال الصامت في عقل إيرين، يتشكل شيء غريب في الأفق.

ليس وهماً، بل كأن الزمن ذاته يتراجع ليُعلن عن رجل لم يمت بعد...

إروين سميث.

يقف ثابتًا على أرضٍ لا ملامح لها، تحت سماء بلا غيوم، أمام إيرين.

لا يخترق المكان إلا صوت واحد:

"أيمكنك أن تقتل شيئًا لم يكتمل بعد؟"

يرفع إيرين رأسه... لا يتكلم، لا يتحرك.

لكن جسده كله يتوتر، وكأنه أمام مرآة لا تعكس صورته بل احتماله المجهول.

إروين ينظر إليه، لا بعين القائد، بل بعين الإنسان الذي خسر كل شيء ليمنح الآخرين فرصة السؤال.

ويتابع بصوته المتزن، المحمّل بندوب الماضي:

"كنت أعرف أنك ستصل إلى هنا.

ليس لأنك شرير، بل لأنك كنت صادقًا بما يكفي لترى الكابوس حتى آخره.

لكن دعني أسألك:

هل كنت يومًا مستعدًا لسماع الجواب؟"

إيرين:

"لقد رأيت كل شيء، إروين... رأيت كل الطرق. وكلها تنتهي ببحر من الجماجم."

إروين يهزّ رأسه، كما لو أنه استمع إلى طفل صغير يعترف بجريمةٍ لم يدرك حجمها بعد:

"لكن رؤيتك لم تكن حرية.

كنتَ الأسير الوحيد الذي آمن أن تحطيم السلاسل يعني تحطيم من فيها.

لقد أصبحت أنت القفص يا إيرين.

وسؤالنا القديم ما زال بلا إجابة:

هل كانت الحقيقة تستحق كل هذا؟"

صمت.

ثم تنهيدة من أعماق جسد إيرين.

إيرين:

"لم يكن هناك طريق آخر. كنتم جميعًا تحلمون. وأنا... كنت مضطرًا للاستيقاظ."

إروين:

"وهل قتلت الحلم أم قتلت الحالم؟"

وهنا يظهر الخوف للمرة الأولى في عيني إيرين.

أول مرة يشعر أنه ليس سيد هذه اللحظة.

فكلمات إروين لا تهجم عليه، بل تذوّبه من الداخل.

"أردت أن أحرركم من قسوة العالم... حتى لو متُّ أنا في هذا القرار."

إروين بصوت منخفض:

"لكنك لم تمت، إيرين.

بل جعلتنا جميعًا نموت فيك."

°°

المشهد الثامن: ولادة السؤال

صوت هدير بعيد يُسمع من خلف الظلال.

ربما هي خطوات العمالقة، أو ربما هو الزمن ذاته يُستأنف بعد انقطاعه.

إيرين يتراجع خطوة واحدة فقط.

وهنا نسمع في الخلفية صوتًا ليس من الماضي ولا من المستقبل.

صوت طفل.

"أبي، لماذا لا يستطيع البطل أن يتوقف؟"

يهمس إيرين، مجيبًا دون أن يلتفت:

"لأنه إذا توقف... فلن يبقى شيء يبرر كل ما فعله."

وإروين، الذي بدأ يتلاشى في العدم، يتمتم:

"إذن... لقد أصبحت أنت السؤال الأخير."

ثم تختفي صورته.

ولا يتبقى سوى إيرين، واقفًا وحده، بلا حجج، بلا مبررات...

في قلب الفراغ الذي صنعه بنفسه.

___

يُتبع..

Likes (9)
Comments (0)

Likes (9)

Like 9

Comment

    Community background image
    community logo

    Into المحققين العرب? the community.

    Get Amino

    Into المحققين العرب? the community.

    Get App